ما هي قصة الفتاة الدمشقية حسناء -الجزء الأول تصميم وفاء المؤذن |
ولكن من أكبر الكبائر ألا تتم مراقبة الأسلوب الدراسي، وأماكن ارتداد الأطفال عليه من قبل المدرّسين وأولياء الأمور، ومن الممكن أن يتحول هذا المكان من مكان مقدّس أمرنا رسول الله باتباعه حيث قال: "من سلك طريقاً يبتغي فيه علماً، سهل الله له طريقاً إلى الجنة"، فيتحول هذا المكان من نعمة إلى نقمة وإلى مكان من أجل تبادل الخبرات الإجرامية.
قصتنا اليوم تحمل بطياتها الغرائب والعجائب، فإن كنت مهتم بمعرفة تفاصيلها تابع معنا حتى الجزء الأخير منها.
في الأراضي السورية وتحديداً بالعاصمة دمشق مدينة الياسمين
سُميت بهذا الاسم واعتبرت من أقدم عواصم العالم، فهي تمتاز بشعوبها الخيّرة وكرم أراضيها، ويقال أنّها منبع الأنبياء والرسول بارك العيش فيها، كان يوجد لدينا عائلة مكونة من خمس أفراد (أربعة شباب وفتاة واحدة تسمى "حسناء")، ومن الأب والأم يعيشان بتلك المنطقة.
وعلى الرغم من التقدم الذي يشهده العالم والوعي المنتشر بين أفراد المجتمع، إلا أنّه إلى يومنا هذا هناك بعض الأسر التي يفضلون بها الأبناء على البنات، وهذه العائلة كانت منهم، فالأبوين يعاملون الفتاة على أنّها خُلقت من أجل تنفيذ أوامر أخوتها وجميع من في المنزل له سلطة عليها، ويتدخل بشؤونها وباتخاذ قراراتها مهما كانت صغيرة.
حسناء كانت من الفتيات اللواتي يتمتعن بنوع خاص من الخجل والرقة
فهي دائماً |مكسورة القلب| والخاطر، وهذا الأمر جعل من شخصيتها أن تكون هشّة، وصوتها الرقيق لم يكن يساعدها على الصراخ أو الاعتراض ضمن قرارات عائلتها.
الأم كانت قاسية إلى حد ما، والأب لا يهتم بأمورها ولا تفاصيلها وجلَّ اهتماماته كانت مسكوبة على أبناءه الشبان، مما جعل حسناء تشعر بشكل دائم أنها وحيدة، وغالباً تدخل بحالات اكتئاب وتخرج منها من دون أن يدري أحد بها، فهي لا تتجرأ بالتحدث إلى أي أحد بالمنزل.
النصيحة عندما تأتي من شخص جاهل كفيلة بتدمير الفرد بكل ما تعنيه الكلمة، حسناء ومع كل الضغط الذي تعيشه بمنزلها كانت ترى بأن المدرسة هي مكان حريتها الوحيد.
ومن المعروف أن الفتيات يشتكين لبعضهن عن أمور المنزل وخاصة بسن المراهقة فنظرة الأبناء مختلفة تماماً عن نظرة الآباء، وخاصة أن الفتاة كانت تشعر بالضيق بسبب رؤيتها لحياة بعض صديقاتها المليئة بالاحترام لهّنَ من قبل أفراد الأسرة، فماذا يا ترى قد تفعل حسناء لتتخلص من هذا الوضع التي هي بهِ؟.
ما هي قصة الفتاة الدمشقية حسناء -الجزء الأول تصميم وفاء المؤذن |
المراهق دائماً يعيش بحالة نفسية حساسة للغاية
وفترة المراهقة مهمة جداً ويجب على الأهل احتواء أولادهم ليتخطوها بسلام، ففي سوريا يوجد سجن خاص للجرائم التي يقوم بها الأفراد الذين لم يتموا ال18 ربيعاً من أعمارهم، يسمى بسجن "|الأحداث|".
ولا يخفى علينا أن اللوم قدّ يقع أحياناً على المربين الأهالي، فأمر التفريق بين الأولاد يجعل الأطفال ضعيفي الشخصية، فمن الضروري جداً أن يتم التعامل مع جميع الأبناء بالعدل.
حسناء كانت تبلغ من العمر16 عاماً، وهي لا تدري أن نار الأهل أهون كثيراً من جنة الدنيا، ففي أحد المرات وبينما كانت تشكوا لأحد صديقاتها عن حياتها، أشارت إليها هذه الصديقة بأن تهرب من المنزل وتتخلص من هذا العذاب.
طرقات عريضة وشوارع موحشة كانت تسير بها حسناء من دون أن تقصد وجهة معينة، فبعد سماع كلام صديقتها قررت |الهروب|، وعند انتهاء الدوام المدرسي لم تعد للمنزل كالعادة.
بدأت بالبكاء من شدّة الحيرة التي تشعر بها الأن
فغيابها عن المنزل تجاوز الساعات، ولا بدَّ أن أهلها وإخوانها بدأوا بالبحث عنها، وبينما هي على هذه الحالة مرّت أمامها امرأة مسنة تعمل في خدمة المنازل.
إن الله قدّ أرسل هذه المرأة بهذه اللحظة لحماية حسناء الرقيقة، فهي لديها إطلاع على هذه الدنيا الموحشة وتعلم حق اليقين أن الشارع به الأشخاص الجيدين والأشخاص السيئين، وغالباً بمثل حالات حسناء ستلتقي حتماً بالأفراد سيئون النية، فهم سيرونها على أنها طعم يسهل الحصول عليه، فهذه الأيام مخيفة جداً و|الحرام| أصبح سهل ومباح للأسف فيه.
فما كان من المرأة إلا أن أخذت حسناء معها إلى منزلها
وإذ بمنزل فقير جداً ولكنه مبني بأيادي خيّرة ويحمل بجدرانه الكثير من الكرامة والحنية، وهنا تركت العجوز حسناء تدخل إلى الحمام وتغتسل بينما هي أعدت الطعام لها، وتركتها ترتاح وتنام لبعض ساعات وعندما استيقظت جلست معها لتكلمها، فقالت: أنّها يجب أن تعود إلى المنزل، فهنا أحست حسناء بالخوف والرعب فهي تعلم أنّها في حال عادت بأن العقاب الذي ستتلقاه من أهلها شديد جداً، فبدأت بالنحيب وأخبرت العجوز بهذا الأمر، وهنا قررت العجوز أن تصارحها وقالت لها أنها هي من ستعيدها إلى منزل والديها، وتتواسط لكي يتم العفو عنها وعن فعلتها، وبالفعل نجحت بإقناع حسناء بهذا الأمر، وقررت أن تنفذ هذا الكلام بصباح اليوم التالي.
والد حسناء بعد أن طال غيابها الغير معتاد شعر بالقلق، ومن أجل أن يتدارك الأمر قدر المستطاع، ذهب إلى أقرب مركز للأمن وقام بتقديم بلاغ رسمي باختفاء ابنته، فهو إلى الأن لا يعلم أيّن هي وهل تمَّ اختطافها؟، وهل هي على قيد الحياة أم لا؟.
ما هي قصة الفتاة الدمشقية حسناء -الجزء الأول تصميم وفاء المؤذن |
في صباح اليوم التالي أتت أحدى صديقات هذه المرأة لزيارتها وكانت تدعى "حميدة"
وعندما جلست على الفور انتبهت للفتاة الغربية الموجودة بالمنزل، وسألت المرأة من تكون هذه الفتاة الصغيرة؟.
فسردت لها القصة التي حدثت معهما في الليلة السابقة، وأخبرتها بما تريد أن تفعله اليوم بإعادة الفتاة إلى أهلها، ولن تتركها حتى تضمن أنَّ أبوها وإخوانها لن يؤذوها.
وهنا حميدة أخبرت هذه المرأة أنها قدّ أخطأت عندما أتت بها إلى المنزل، فماذا لو اعتقد الأهل أنها قامت ب|اختطاف الفتاة|؟، وماذا إن كان رجال الأمن يبحثون عن |الفتاة المفقودة|؟، وبدأت بإعطائها احتمالات كثيرة لتشعرها بالخوف من فعلتها، وبنهاية حديثها قالت حميدة أنّها ستحمل المسؤولية عنها، وتقوم هي بإيصال الفتاة إلى منزلها.
فكرت المرأة قليلة ووجدت أنّ كلام حميدة معقول، ولأنها صديقتها العزيزة سوف تثق بكلامها، وقررت أن تسلمها الفتاة لتتولى حميدة موضوع إعادتها.
من يدري ما هي النوايا الخبيثة التي تَكنّها حميدة بصدرها
المسكينة حسناء ذهبت معها بعد أن أشارت إليها المرأة بالموافقة، فعندما غادرتا المنزل قالت حميدة لحسناء أنّها ستأخذها إلى منزلها، وفي صباح اليوم التالي ستعيدها إلى أهلها، فوافقت حسناء.
حميدة امرأة مطلقة من رجل يدعى "فايز"، فقبل أن تذهب لزيارة هذه المرأة كان فايز قد أتى إلى منزل حميدة، وهي تركته وغادرت وعندما رأت حسناء خطرت لها |الفكرة الخبيثة| تلك، فقررت أن تعود بحسناء إلى فايز من أجل أن يستفرد بها مقابل أن يعيدها إلى ذمته وتعود زوجته، ومن ثم تقوم برمي حسناء بالشارع في النهاية هي فتاة هاربة من منزل والديها، ولن تتجرأ حتى للعودة إليه من أجل أخبارهم بما حدث.
وبالفعل ذهبت حسناء وحميدة إلى المنزل، وفور ولوجهما إلى الداخل تفاجئت الفتاة بوجود رجل غريب هناك، فايز عندما رأى حسناء الفتاة اليافعة الرقيقة ذو الوجنتين اللامعتان، سالَ لعاب فمه وبدأت عيناه تلمعان ولكنه ضبط نفسه أمامها.
فسأل حميدة من هذه الفتاة؟، هنا قالت له أنها تريد أن تكلمه على انفراد بالغرفة المجاورة، وأمرت حسناء أن تجلس بصالة المنزل، مرّت بضع دقائق ومن ثم خرجت حميدة من الغرفة وأخبرت حسناء أنها مضطرة للذهاب لبضع ساعات وأنها ستعود على الفور، وقالت لها أن المنزل منزلها ولها حريّة التصرف به كما تشاء.
فما الحديث الذي دار بين حميدة وفايز داخل الغرفة؟، وما هو مصير هذه الفتاة المسكينة؟، تابع معي الجزء التالي لمعرفة الإجابة.
آلاء عبد الرحيم
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك